النُّقودُ الوَرَقيَّةُ
ذاتُ الفِئةِ الجَديدَةِ
سِرُّ القَصرِ
المَلَكيِّ الفَخَمِ
بقلم:
رافع آدم الهاشمي
النُّقودُ الوَرَقيَّةُ
ذاتُ الفِئةِ الجَديدَةِ
سِرُّ القَصرِ
المَلَكيِّ الفَخَمِ
بقلم:
رافع آدم الهاشمي
· مَا سِرُّ القَصرِ المَلَكيِّ الفَخمِ الَّذي أَعيشُ فيهِ؟
·
مَاذا حَدَثَ مَعيَ في هذا
القَصَرِ المَلَكيِّ الفَخَمِ؟
·
ما الَّذي جَرى لي معَ
هذهِ النُّقُودِ الوَرَقيَّةِ ذاتِ الفِئةِ الجَديدَةِ؟
·
ما هِيَ الأسرارُ الخَافِيَةُ
في هذا القَصرِ المَلَكيِّ الفَخَمِ؟
·
وَ مَا هيَ الأسرارُ
الخافيةُ في هَذهِ النُّقُودِ الوَرَقيَّةِ ذاتِ الفِئةِ الجَديدَةِ؟
·
كَيفَ حَصلتُ على تَجرُبَةٍ
مُثيرَةٍ للاهتِمَامِ عِندَ تَعامُلي مَعَ النُّقُودِ الوَرَقِيَّةِ ذاتِ الفِئةِ
الجَديدَةِ؟
·
كيفَ كانَتْ رُدُودُ فِعلِيَ
الأُولى عِندَ رُؤيتِي النُّقُودَ الوَرَقِيَّةَ ذاتَ الفِئةِ الجَديدَةِ؟
·
ماذا شَعَرتُ عِندَ
لَمسِيَ النُّقُودَ الوَرَقيَّةَ ذاتَ الفِئةِ الجَديدَةِ؟
·
كيفَ اعتقدتُ أنَّ النُّقُودَ
الوَرَقِيَّةَ الجَديدَةَ تُؤثِّرُ على مُعَامَلاتِيَ اليَومِيَّةِ في الحَياةِ؟
· هَلْ رأيتُ أنَّ النُّقُودَ الوَرَقِيَّةَ ذاتَ الفِئةِ الجَديدَةِ تَعكِسُ
ثَقافَةً أو هُوِيَّةً مُعَيَّنةً في حياتِيَ؟ كَيفَ ذلِكَ و لِمَاذا؟
أهلاً بِكَ في فُصُولٍ مِنْ حَياتي! أنا رافع آدم الهاشمي.
كُنتُ أعلَمُ مُسبَقَاً
أنَّنا بِحَاجَةٍ إلى المَزيدِ مِنَ المَالِ؛ مِنْ أَجلِ إنقاذِ حَياةِ الآخَرين! لذا
فَقَد اِقتَرحَتُ على جَدَّتي أُمُّ وَالِدي أنْ نَفتَحَ بابَ التَبَرُّعَاتِ
أمامَ الجَميعِ، خاصَّةً أمامَ الأشخاصِ الَّذينَ نعرِفُهُمْ مِنَ التُجَّارِ و
أصحابِ المَالِ، رِجالاً كانوا أَمْ كُنَّ نِسَاءً.
شَعَرتُ أَنّ جَدَّتي
غَيرَ مُقتَنِعَةٍ بهذا الاقتراحِ، كانَتْ تنظُرُ إِليَّ بعَينينِ
مُتَسائِلَتَينِ، تقولُ لي:
-
يا حَفيديَ الحَبيبُ!
كيفَ أَطلبُ مِنَ النَّاسِ الَّذينَ نعرِفُهُمْ أَنْ يتبرَّعوا لنا بالمَالِ و
أَنا أسكُنُ في قَصرٍ فَخمٍ لا يسكنُهُ سِوى المِلُوكِ و المَلَكاتِ؟!
-
وَ أَنتَ الوَحيدُ مِنْ
بينِ أَحفادِي كُلِّهِمْ و حفيداتيَ كُلِّهِنَّ! أَنتَ الوَحيدُ الَّذي طَلبُتُهُ
و سَمِحتُ لَهُ بالعَيشِ مَعيَ في هذا القَصرِ المَلَكيِّ الفَخمِ، فأنتَ
المُساعِدُ الخاصُّ لِيْ، و أنتَ الأمينُ على جَميعِ مُمُتلَكاتِيَ، و أَنتَ
الوحيدُ الَّذي أثِقُ بهِ ثِقَةً مُطلَقَةً مَدى الحَياةِ، و أَنتَ الوَحيدُ
الَّذي لا تُريدُ شيئاً لِنَفسِكَ مِنْ هذهِ الحَياةِ، بَلْ تُفَكِّرُ دائِمَاً و
تَسَعى جاهِدَاً باستِمرارٍ مِنْ أَجلِ إِسعادِ الآخَرينَ و إنقاذِهِمْ، رُغَمَ
أَنَّني أَعرِفُ أَنَّكَ أنتَ الَّذي بِحَاجَةٍ إِلى السَّعادةِ و الإِنقاذ!
-
أَخبرني يا حَفيديَ
الأَمينُ، كيفَ نَطلبُ مِنَ الآخَرينَ التبرُّعَ لَنا بالمَالِ و نحنُ مُلُوكٌ في
هذهِ الحَياةِ؟!
قُلتُ لَها مُجيبَاً:
-
يا جَدَّتي الحَبيبَةُ!
أَوَّلاً، نَحنُ مُلُوكٌ إِلَّا أَنَّنَا الآنَ لا نَملِكُ المَالَ الكافي الَّذي
يُحقِّقُ لنا أهدافَنَا في إِنقاذِ الآخَرينَ و إِسعادِهِمْ، و ثانِياً، المَالُ
الَّذي نُريدُهُ هُوَ مالٌ مُوجَّهٌ لِمُساعَدَةِ المُحتاجِينَ وَ ليسَ لأَجلِنا
نَحنُ، وَ ثالِثاً، عَمَلُ الخَيرِ لَيسَ حِكْرَاً عَلينا نحنُ فقَط؛ بَلْ هُوَ واجِبٌ
إِنسانيٌّ عَلى كُلِّ إِنسانٍ مُقتَدَرٍ نَبيِل، وَ رابِعَاً، هُناكَ الكَثيرُ
مِنْ أَصحابِ المَالِ الَّذينَ يَوَدُّونَ عَمَلَ الخَيرِ إِلَّا أَنَّهُمْ
بِحاجَةٍ إِلى أَشخاصٍ أُمَناءٍ مِثلُنا كَي يكونَ لَهُمْ مُساعِداً أَمِيناً
يُوصِلُ أَموالَ تَبرُّعاتِهِمْ إِلى مَنْ يستَحِقُّها بالفِعل، لِذا أَنا واثِقٌ
يا جَدَّتي أَنَّ البَعضَ مِنْ مَعارِفِنا سَيتبرَّعُ بالمَالِ، و رُبَّمَا أَنَّ
الكَثيرينَ مِنهُمْ سيتبرَّعونَ بِالمَال.
نظَرَتْ جَدَّتي إِليَّ
بابتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ، و وافَقَتْ على اِقتراحِيَ هذا، فَأَشَارَتْ إِليَّ
بموافقتِها على أنْ أبدأ حَملَتي الإِعلانيَّةَ لِجَمعِ التَبَرُّعات.
فَجأَةً! وَجَدَّتُ نَفسيَ
أَقِفُ في مِرآبِ القَصرِ الَّذي أَعيشُ فيهِ، كَانتْ جَدِّتي تِقِفُ إِلى جانبي
الأيمَنِ بمَسافَةِ خُطوَتينِ فقَط، و إِلى جِوارِنا يُوجَدُ صُندوقُ التبرُّعاتِ،
كانَ صُندوقَاً كَبيرَاً مَصنوعَاً مِنَ الزُجاجِ، كُلُّ ما يُمكِنُ وضعُهُ فيهِ
يَكونُ واضحِاً أَمامَ الآخَرينَ، لا يُوجَدُ شَيءٌ مَخفيٌّ عَنِ المُتبرِّعينَ و
المُتبرِّعات!
كانَ أَمامَنا يقِفُ
جَمعٌ غَفيرٌ مِنَ النَّاسِ، و كانَ غُروبُ الشمسِ يُغطِّي بِظَلامِهِ على كُلِّ
شيءٍ خَارِجَ مِرآبِنا هذا؛ إِذ أَنَّ الأضواءَ الساطِعَةَ الَّتي كانتْ تسطَعُ
مِنَ المكانِ الَّذي أَقِفُ فيهِ أَنا و جَدَّتي، كانَتْ تَكشِفُ جَميعَ الواقفينَ
أَمامَنا بُمُنتهى الوُضُوح!
مَا أَثارَ دَهشَتي
هُوَ أَنَّ جُلَّ الَّذينَ في هذا الجَمعِ الواقِفِ أَمامَنا كانوا مِنَ الأقرباء،
رِجالاً و نِساءً، شَبَابَاً و صَبَايا، و ليسَ فيهِ سِوى أَشخاصٍ مَعدُودينَ
جِدَّاً مِنَ الَّذينَ أَرسَلتُ إِليهِمْ إِعلانَاً بطَلَبِ التبرُّع.
سأَلتُ نَفسيَ
قَائِلاً:
-
مَا الَّذي أَتى بأَقارِبي
هُنا؟! لِمَاذا جَاؤوا الآنَ و جَميعُ هؤلاءِ الأقارِبِ مِنَ المُناوِئينَ لي؟! الَّذينَ
يُخالِفُونني الرأيَ و يُخاصِمُونَني دَائمَاً و يتَصَدَّونَ لأَفعاليَ
بِشَراسَةٍ، وَ يُقاوِمُونَ بإِصرارٍ أَعمَى كُلَّ عَمَلٍ أَو تَدبيرٍ أَقومُ بهِ،
وَ يَرفُضُونَ عَلى الفَورِ بِدونِ نِقاشٍ أَو سؤالٍ أَيَّ فِكرةٍ أُصَرِّحُ بِهَا
أَمامَ الجَميع!
كانَتْ جَدَّتي تَنظُرُ
إِليَّ بعَينينِ جَادَّتَينِ، شَعرتُ أَنَّ جَدَّتي قَد قَرأَتْ ما دَارَ الآنَ في
رأَسِيَ مِنْ تَساؤلاتٍ كَثيرَةٍ حَولَ وجودِ أَقارِبي هُنا، نَظَرَتْ جَدَّتي
بتركِيزٍ شديدٍ في عَينيَّ دُونَ أَنْ تَرمُشَ عَينيِّهَا، فأَحسَستُ أَنَّ مَوجَةً
أَثيريَّةً قَد خرَجَتْ مِنْ مُنتَصَفِ جَبينِها و توجَّهَتْ نحوِيَ مُباشَرةً وَ
دَخَلَتْ رَأسيَ عَبرَ مُنتَصفِ جَبيني أَنا، و على الفَورِ وَجَدَّتُ الإِجابَةَ
عَن جميعِ تساؤلاتيَ تِلَكَ، لَقَد أَخبَرَتني جَدَّتي الجوابَ قائلةً:
-
أَنَّ هؤلاءِ الأقرباءِ
قَد جاؤوا مِنْ أَجلِ الشَماتَةِ بِكَ، هُمْ يظنُّونَ أَنَّكَ كاذِبٌ تَدَّعي
مُساعدَةَ الآخَرينَ، وَ يظنُّونَ أَنَّكَ تُريدُ المَالَ لنفسِكَ أنتَ لأَنَّكَ
أَصبحتَ فقيرَاً، و يظنُّونَ أَنَّني أَنا جَدَّتُكَ المَلِكَةُ قَد فَقَدَّتُ
كُلَّ ما أَملِكُ مِنْ ثَروةٍ كَبيرةٍ تُغنيكَ عَنِ أَيِّ شيءٍ لَدى هُؤلاءِ
الحاقدينَ و الحاقِداتِ، أَّنَّ هؤلاءِ الأقرباءِ لَمْ يأَتوا مِنْ أَجلِ تَقديمِ
التبرُّعِ إِلى أَهدافِكَ و غاياتِكَ، بَلْ جَاؤوا ليُرضُوا حِقدَهُمْ عَليكَ
بأَنْ يرَوا بأَعيُنِهِمْ نظَرةَ اِنكِسَارٍ في عَينيِّكَ، وَ لَنْ يَروا هذهِ النظرَةَ
في عَينيِّكَ مَدى الحَياةِ، بَلْ سيُقامُ الدَّليلُ القاطِعُ هُنا عَلى أَنَّكَ
بالفِعلِ الشَخصُ الوَحيدُ الَّذي تَستَحِقُّ العَيشَ مَعي في هذا القَصرِ
المَلَكَيِّ الفَخَم.
ثُمَّ هَزَّتْ جَدَّتي
رأسَهَا إِليَّ تُشيرُ إِليَّ مُتَسَائِلَةً:
-
هَلْ عَلِمتَ الجَوابَ
الآنَ؟
وَ عَلى الفَورِ
هَزَزتُ رأسِيَ إِليهَا مُجيبَاً:
-
نَعَم يا جَدَّتي
الحَبيبَةُ، لَقَد عَلِمتُ الجوابَ الآنَ، أَشكُرُكِ دائِمَاً مِنْ كُلِّ قَلبي.
هَزَّتْ جَدَّتي رأَسَهَا
إِليَّ ثانيةً بابتِسَامَةٍ خَفيفَةٍ.
اِستمرَّ الصَّمتُ بيني
و بينَ جدَّتي لِثوَانٍ قليلةٍ، اِستغرَقَ ذلكَ الصَّمتُ كُلَّ الوقتِ الَّذي انتَقَلَتْ
فيهِ الإجابَةُ مِنْ رأسِهَا إلى رأسِيَ عبرَ الطاقَةِ الأثيريَّةِ في العَوالِمِ
الرُوحيَّةِ الخَارِقَة.
بَعدَ قَليلٍ،
أَشَارَتْ إِليَّ جَدَّتي بيدِها اليُمنى أَنْ أَبدَأَ الكَلامَ معَ الحَاضِرينَ،
هَزَزتُ رأسِيَ بالمُوافَقَةِ، و على الفَورِ توجَّهتُ نحوَ الواقفينَ و الوَاقِفَاتِ
أمامَنا، و قُلتُ بِصَوتٍ جَهوَرِيٍّ يزأرُ بثِقَةٍ لَنْ تَلينَ:
-
أَهلاً بِكُلِّ مَنْ
يُساهِمُ مَعَنا بالمَالِ مِنْ أَجلِ إِنقاذِ الآخَرينَ و إِسعَادِهِمْ.
حَدَثَتْ هَمْهَمَةٌ
بينَ الأقارِبِ، كُنتُ أَسمَعُهُمْ و هُمْ يضحَكُونَ بصَوتٍ خافِتٍ و يتهامَسُونَ
فيمَا بينَهُمْ مُنكِرينَ ما قُلتُهُ للتَوِّ أَمامَهُم، قَطَعتُ تهامُسَهُمْ
بِجُملَتي التاليةِ قائلِاً بِصَوتٍ عَالٍ:
-
مَنْ جاءَ مِنكْمْ
لِلتَبرُّعِ فَلِيتَفَضَّلِ الآنَ إِليَّ بالمَال.
صَمَتَ الجَميعُ إِثرَ
تَحرُّكِ رَجُلٍ كَبيرٍ في السِنِّ تَجاوَزَ عُمْرُهُ الثَمَانينَ عَامَاً، يَبدُو
عَليهِ الوَقارُ، لَمْ أَرَهُ مِنْ قَبل، وَ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَينِ الأشخاصِ
الَّذينَ أَرسلتُ إِليِهِم دَعَوتي الخيريَّةِ في التبرُّعِ إِلى المُحتاجِينَ
بالمَال، كَانَ الرَّجُلُ ذو لحيةٍ بيضاءٍ لا يتجاوزُ حَجمُهَا قَبضَةَ الكَفِّ
الواحِدَةِ مُطلَقَاً، و كانَ شَعرُ رأسِهِ أَبيضٌ أيضاً، حتَّى أَنَّ حَاجِبيَهِ
كانا بِلَونٍ أَبيضٍ! و كانَ يرتدي بِزَّةً زَرقاءَ اللَّونِ، و بَدَا مِنْ خِلالِ
نَظَارَةِ وجهِهِ و انتصابِ قامَتِهِ وَ وِقَارِهِ الشَديدِ أَنَّهُ رَجلٌ ثريٌّ
جِدَّاً، بَلْ و أَنَّهْ رَجلٌ حَكيمٌ أَيضاً وَ ذُو سُلطَةٍ وَاسِعَةٍ في
البِلادِ.
تَقدَّمَ الرَّجُلُ
نَحويَ، و قَد أحدَثَ تَقدُّمُهُ صَمتاً مُرعِبَاً لدى أقاربي هؤلاء.
وَقَفَ الرَّجلُ أَمَامِي
مُباشَرَةً بِمَسَافَةِ خُطوَةٍ واحِدَةٍ فَقَط، نَظرَ إِليَّ بعَينينِ جَادَّتَينِ
دُونَ أَيِّ ابتسامَةٍ فيهِمَا، مَدَّ إِليَّ يَدَهُ بالمَالِ، كانَ يحمِلُ
أَموالاً وَرَقيَّةً بِفئاتٍ عَديدَةٍ، كَانتْ في يَدِهِ رُزمَةٌ مِنَ المَالِ، شَعرتُ
فَوراً بِمَوجَةٍ أَثيريَّةٍ تَخرُجُ مِنْ رأسِهِ عَبرَ وَسطِ جَبينِهِ لِتَدخُلَ
إِلى رأسيَ عَبرَ وسَطِ جَبينيَ، فَعَلِمتُ أنَّ مَجموعَ هذا المَالِ الَّذي في
يَدهِ الآنَ هُوَ مِليونٌ و سَبعُمائةِ أَلفٍ، وَ قبلَ أَنْ آخُذَ رُزمَةَ المَالِ
مِنْ يَدهِ، كانتْ جَدَّتي قَد مَدَّتْ يَدَها إِليهِ و أخذَتِ الرُزمَةَ مِنهُ و
هَمَّتْ أَنْ تَضَعَ الرُزمَةَ جَميعَهَا في صُندوقِ التبرُّعاتِ دُونَ أَنْ
تَقومَ بِحِسَابِ أَعدَادِهَا.
قالَ الرَّجلُ
مُخاطِبَاً جَدَّتي:
-
أَلنْ تَدَعي حَفيدَكِ
يُعِدُّ المَالَ لِتَعرِفِي كَمْ سيكونُ لَدَيِّكِ في صندوقِ التبرُّعات؟!
نَظرتُ إِلى الرَّجُلِ
بِصَمتٍ، فنظَرَ الرَّجلُ إِليَّ قائلاً:
-
أَعلَمُ مُسبقاً
أَنَّكَ كُنتَ تُريدُ عَدَّ المَالِ أَوَّلاً ثُمَّ بعدَ ذلِكَ تُعطيهِ لِجدَّتِكَ
كَي تَضَعَهُ في صُندوقِ التبرُّعات.
هَززتُ رأسيَ لَهُ
بِصمتٍ مُوافِقَاً ما قَالَهُ الآن.
مَدَّتْ جَدَّتي يدَها
بالمَالِ إِليَّ دُونَ أَنْ تقولَ شيئاً، فأخَذتُ رُزمَةَ المَالِ مِنهَا، أَمسَكتُ
المَالَ و بدأتُ أعُدُّ ما في الرُزمَةِ هذهِ.
وَجَدَّتُ أَنَّ الرُزمَةَ
ذاتَ فئاتٍ ورقيَّةٍ مُتنوِّعَةٍ، تَمَّ تَرتيبُهَا بشَكلٍ عَشوَائيٍّ، هكذا ظَننتُ،
و قَد تَبيَّنَ لِي لاحِقَاً أنَّ ظَنِّي هذا كانَ خاطِئاً، إِذ أنَّ الرُزمَةَ
كانتْ قَد رُتِّبَتْ بشَكلٍ اِحترَافيٍّ دَقيقٍ، رُغمَ تنوُّعِ فئاتِهَا الوَرقيَّةِ.
· لِمَاذَا ظَننتُ أنَّ رُزمَةَ المَالِ هذهِ قَد تَمَّ تَرتيبُهَا بشَكلٍ عَشوَائيٍّ؟!
لأنَّني وَجَدَّتُ في
الرُزمَةِ أورَاقاً ماليَّةً ذاتَ فئتينِ اثنتَينِ، هُما: فئةُ العَشَرةِ آلافٍ، و
فِئةُ الخَمسينَ أَلفَاً، إِذ لِعدَّةِ مَرَّاتٍ قُمتُ بِحِسَابِ الرُزمَةِ بشَكلٍ
دَقِيقٍ، و في كُلِّ مَرَّةٍ أُنهيَ فيهَا العَدَّ كانتِ النَتيجَةُ تُخالِفُ الرَقَمَ
مِليونٍ و سَبعُمائةِ أَلفٍ، فكنتُ أُعيدُ الحِسابَ مُجدَّدَاً، و فَجأَةً! وَجَدَّتُ
وَرقَتينِ ذاتِ شَكلٍ غَريبٍ في مُنتَصَفِ الرُزمَةِ هَذهِ، كانتْ كُلُّ وَرَقَةٍ
بفئةِ أربعينَ أَلَفاً، أنَّهُمَا ورقتانِ ماليِّتَانِ جَديدَتانِ، أراهُما أوَّلَ
مَرَّةٍ في حياتي، كانَ شكلُهُمَا يُبهِرُ الناظِرَ إليهِمَا، وَ كانَ مَلمَسُهُمَا
يُشيرُ إِلى أنَّهُمَا مَصنُوعَتَانِ مِنَ الحَريرِ، و كانَتْ رائحَتُهُمَا
تُعبِقُ أَنفاسِيَ بعَبيرٍ لأجمَلِ الوُرودِ في هذهِ الأرض.
أَعِدَّتُ ترتيبَ الأورَاقِ
في الرُزمَةِ إِلى ما كانتْ عَليهِ أَوَّلاً، و عَدَدتُ الرُزمَةَ و أنا الآنَ
أَعلَمُ أَنَّ فيهَا وَرقَتينِ مَاليِّتَينِ جَديدَتينِ، أَنهيتُ العَدَّ فوَجَدَّتُ
أَنَّ النتيجَةَ تُطابِقُ الرَقمَ مِليونٍ و سَبعُمائةِ أَلفٍ بِتَمامِهَا و كَمَالِهَا،
وَ عَلِمتُ آنذاكَ أَنَّ الرُزمَةَ المَاليَّةَ هذهِ قَد تَمَّ تَرتيبُهَا بشَكلٍ
اِحترافِيٍّ دَقيقٍ و ليسَ عَشوَائيِّاً.
فَجأَةً! وَجَدَّتُ بينَ
الأورَاقِ المَاليَّةِ مَجموعَةً مِنَ الوثائقِ القَديمَةِ جِدَّاً، كانتَ توجَدُ
رُزمَةٌ أُخرى داخلَ الرُزمَةِ المَاليَّةِ، تِلكَ الرُزمَةُ الأُخرى كانتْ
عِبارةً عَنْ وثائقٍ مُهِمَّةٍ جِدَّاً تَعُودُ لِقُرُونٍ طَويلَةٍ مَضَتْ.
بَدَأتُ أُقَلِّبُ في
الوَثائقِ بينَ يَديَّ، سَمِعتُ أقارِبي يتهَامَسونَ بينَهُمْ قائِلينَ و هُمْ يَضحَكُونَ
بِصَوتٍ خَافِتٍ:
-
اُنظرُوا إليهِ، أهَذا
الَّذي فَضَّلَتُهُ جَدَّتُنَا علينَا جميعَاً؟! إِنَّهُ لا يعرِفُ عَدَّ النُّقُودِ،
لَقَد أَضاعَ الوَقتَ دُونَ أَنْ ينتهي مِنْ عَدِّ هذهِ الرُزمَةِ المَاليَّةِ
بينَ يَديِّهِ، يا لَهُ مِنْ جَاهِلٍ أَحمَق! فَلِمَاذا إِذاً اِختَارَتهُ
جَدَّتُنَا للعَيشِ مَعَهَا في هذا القَصرِ المَلَكِيِّ الفَخَمْ وَ طَردَتَنا
جميعَنا شرَّ طَردَةٍ مِنَ حَياتِهَا إلى الأبَد؟! حتَّى أَنَّها لَمْ تَسمَحْ
لَنا يومَاً قَطّ بِالتَقَدُّمِ خُطوةً واحِدَةً إِلى الداخلِ خارِجَ هذا المِرآب!
لَمْ أَبَالِ بهَمَسَاتِهِم،
وَاصَلتُ تَقليبَ الوَثائقِ بينَ يَدَيَّ، فوجدُّتُهَا وَثَائِقَاً مُهِمَّةً جِدَّاً،
تؤكِّدُ أَنَّ مَنْ يَمتلِكَهَا يكونُ هُوَ الأحَقُّ بامتلاكِ ثَرَوَاتٍ طائِلَةٍ
جِدَّاً.
نظرتُ إِلى الرَّجُلِ
الواقِفِ أمَامِيَ، قلُتُ لَهُ مُخاطِبَاً إِيَّاه:
-
يا سَيِّدي! لَقَدْ وَجَدَّتُ
في رُزمَتِكَ المَاليَّةِ هَذِهِ رُزمَةً مِنَ الوَثائقِ القَديمَةِ الُمُهمَّةِ جِدَّاً،
أرى أَنَّهَا بِحَاجَةٍ إِلى التَمحيصِ و التدقِيقِ مِنْ أَجلِ التَيَقُّنِ مِنْ
صِحَّةِ ظَنِّيَ فيهَا، هَلْ تَسمَحُ لي بالاحتفاظِ بِهذهِ الرُزمَةِ مِنَ
الوثائقِ حتَّى أنتهي مِنْ تَمحِيصِهَا و تَدقِيقِهَا؟ ثُمَّ بَعدَ ذلكَ سأعيدُهَا
إليكَ جَميعَهَا، وَ لَنْ أحتَفِظَ بنُسخَةٍ مِنَها لَديَّ أو لدى طَرَفٍ آخَرٍ
مُطلَقاً، وَ لَنْ أبوحَ بأيِّ شَيءٍ مِمَّا فيها لأيِّ شَخصٍ أَيَّاً كان، حتَّى
جَدَّتي لَنْ أَبوحَ بشيءٍ إليها إِلَّا إِذا سَمحَتَ أَنتَ لي بذلكَ، فقَطْ
يَجِبُ أنْ تعلَمَ، أَنَّني قَد أَضطرُّ إلى تلخيصِ نتائجِ تحقيقاتيَ فيها لأضَعَ الخُلاصَةَ
في وَرَقَةٍ أكتُبُهَا بِخَطِّ يَدي، و تِلكَ الوَرَقَةُ مِنْ خُلاصَةِ تَحقيقَاتِي
في هذهِ الرُزمَةِ الوثائقيَّةِ سأُعطِيهَا إلى حَضرَتِكَ أَنتَ معَ الوثائقِ دُفعَةً
واحِدَةً، وَ لَنْ أحتَفِظَ بنُسخَةٍ مِنْ تِلكَ الوَرَقَةِ لَديَّ أو لَدى شَخصٍ
آخَرٍ مُطلَقاً، فَهلْ تُوافِقُ يا سَيِّدي على إبقاءِ هذهِ الوثائقِ لَديَّ
لِفترةٍ مِنَ الوقتِ؟
نَظرَ إِليَّ الرَّجلُ
بِوجَهٍ مُبتَسِمٍ، وَ قَالَ بَصَوتٍ واضِحٍ فيهِ نَبرةُ الثِقَةِ ظاهِرَةٌ لِلعَيَانِ:
-
أَوَّلاً: رُزمَةُ
المَالِ هذهِ مِنْ أجلِ أهدافِكَ في إِنقاذِ الآخَرينَ، فافعَلْ بالمَالِ هذا مَا
أردتَ القيامَ بِه.
-
ثانياً: رُزمَةُ
الوثائقِ هذهِ كُلُّهَا إِليكَ أَنتَ، هذهِ الوَثائِقُ ليسَتْ لِلتبرُّع، إِنَّما هذهِ
الوثائقُ خاصَّةٌ بِكَ أنتَ فقَط، هيَ إِليكَ أنتَ و ليسَتْ لِشَخصٍ آخَرٍ
مُطلَقاً، فاحتَفِظْ بهذهِ الوَثائقِ لِنَفسِكَ أَنتَ، أُكُرِّرُ ما قُلتُهُ
إِليكَ الآنَ، اِحتَفِظْ بهذهِ الوَثائقِ لِنَفسِكَ أَنتَ، لِنَفسِكَ أَنتَ فَقَط؛
فهذهِ الوَثائقُ كُلُّهَا إِليكَ أَنت.
-
ثالثاً: أُريدُكَ أَنْ
تعمَلَ معي مُساعِدَاً في كُلِّ ثروتي، حَدِّد أنتَ الرَاتِبَ أوِ المُقابِلَ
الَّذي تُريدُهُ مِنِّي و سأكونُ فَخوراً بالعَمَلِ مَعَكَ مدَى الحياةِ.
على الفَورِ، نظرَتْ
جَدَّتي إلى أقارِبي، صَرَخَتْ فيهِمْ بِصَوتٍ جَهوَرِيٍّ عَالٍ قَائِلَةً:
-
هَلْ عَلمِتُمْ الآنَ
لماذا أنا اِخترتُهُ هُوَ وَ طردتُكُمْ مِنْ حياتيَ إلى الأبَد؟
فَجأَةً! حَدَّثتْ
هَمْهَمَةٌ كَبيرةٌ بينَ أقارِبي، سَمِعتُهُمْ يقولُون بغَضَبٍ شَديدٍ:
-
ما هذا؟!
-
مَا الَّذي يَحدُثُ
هُنا؟!
-
لماذا اِختَارَ هذا
الرَّجلُ الثريُّ قَريبَنَا هذا؟!
-
ما المِيزَةُ في
قَرِيبِنَا هذا؟!
-
ما الَّذي لَديَّهِ و
لا نمتلِكُهُ نحنُ؟!
-
نُريدُ أن نعرِفَ!
نظَرَ إِليَّ الرَّجلُ
مُبتَسِمَاً، اِقتَربَ إليَّ نِصفَ خُطوةٍ، و هُوَ لا يزالُ مُنتَصِبَاً بوقفتِهِ
الواثِقَةِ تِلكَ، قالَ لي بِصَوتٍ هادئٍ:
-
دَعكَ مِنهُمْ، فَهُمْ
لَنْ يَعرِفُوا مَا الَّذي لديكَ و لا يمتلكونَهُ هُمْ! رُغمَ أنَّ الدَّليلَ
القاطِعَ قَد قامَ هُنا قَبلَ لَحَظاتٍ قليلةٍ لِيُثبِتَ عَلى أَنَّكَ بالفِعلِ
الشخصُ الوَحيدُ الَّذي تَستَحِقُّ العَيشَ مَعَ جَدَّتِكَ في هذا القَصرِ
المَلَكَيِّ الفَخَم، و أَنَّكَ أيضاً الشخصُ الوَحيدُ الَّذي تَستَحِقُّ العَيشَ
مَعي في القَصرِ المَلَكَيِّ الأفخَمِ مدى الحَياةِ، فقَط تذكَّر جيِّداً ما
قُلتُهُ إليكَ و أُكرِّرُهُ الآنَ: اِحتَفِظْ بهذهِ الوثائقِ لِنَفسِكَ أَنتَ، لِنَفسِكَ
أَنتَ فَقَط.
فَجأَةً! فَتحتُ
عَينيَّ، فَتلاشَى كُلُّ شَيءٍ مِنْ أمَامِيَ، وَجَدَّتُني أرقُدُ على جانبي الأيمَنِ
في غُرفتي المُتواضِعَةِ هذهِ، عَلِمتُ أَنَّني كُنتُ قَد خَرجتُ عبرَ أبوابِ
الرُوحِ إلى العَوَالِمِ الرُوحيَّةِ الخَارِقَةِ، و هَا قَد عُدُّتُ الآنَ إلى عالَمِنَا
المَلمُوسِ بَعدَ أنْ كُنتُ قَبلَ قَليلٍ في رِحلَةٍ إلى العَالَمِ الأثيريِّ المَحسُوس.
نَظَرتُ حَوليَ، فَعَلِمتُ
أنَّ الوَقتَ يُشيرُ إلى قُبيلِ غُروبِ الشمسِ بدَقائقٍ قَليلَةٍ، مِنْ يومِنَا
هذا، الاثنين، (25/3/2025) الخامِسِ وَ العِشرينَ مِنَ الشَهرِ الثالثِ، مِنَ السَنَةِ
المِيلاديَّةِ أَلفَينِ و خَمسَةٍ و عِشرين.
وَ الآنَ، إذ وصَلَتَ
أنتَ إلى هُنا في هذا المُحتوى، أُريدُ أنْ أعرِفَ:
-
مَنْ فَهِمَ
الرِّسَالَةَ الخافيةَ في هذا الكَشفِ و التجلِّي الَّذي حصلَ ليَ اليوم؟
-
وَ مَا عَلاقَتُهُ بِكَ
أنت؟
-
ما هيَ الرِّسَالةُ
الَّتي يريدُ الكشفُ إيصالَهَا إليكَ أنت؟
اُترُكْ عِبَارةَ
(السِرُّ في العَوالِمِ الرُوحيَّةِ الخَارقَةِ) في التعليقَاتِ؛ لِنرى كَمْ
مِنكُم يُدْرِكُ ما تعنيهِ الكشوفاتُ في العَوَالِمِ الرُوحيَّةِ الخَارِقَةِ! وَ
إذا جَعَلَكَ هذا المُحتوى تتساءَلَ، إذا جعلَكَ ترى الأشياءَ مِنْ زَاويةٍ
جَديدَةٍ، اُضغَطْ على زِرِّ الإعجابِ؛ لأنَّ هذا يُساعِدُنَا على الوُصُولِ إلى
المَزيدِ مِنَ الأشخاصِ مِثلُكَ، وَ اشترِكْ في القَناةِ؛ لأنَّ هذهِ الكُشُوفاتُ هيَ
مُجرَّدُ البِدايةِ، وَ ما زالَ أمامُنَا الكثيرُ لنكتَشِفَهُ مَعَاً.
شُكراً لأنَّكَ قَضَيتَ
وقتَكَ هُنا، و الآنَ! الخُطوةُ التاليةُ بَسيطَةٌ جِدَّاً، إذا أردتَ معرفَةَ
الأسرارِ الخافيةِ في هذا الكَشفِ و التجلِّي، إِذا أردتَ الحصولَ على نصائحي
الموجَّهةِ إليكَ الَّتي تجعلُكَ قادِرَاً على الوُصولِ إلى الأفضَلِ في حَياتِكَ
مِنْ خِلالِ هذهِ الرِحلةِ إِلى العَوالِمِ الرُوحيَّةِ الخَارِقَةِ، اِقرأ
التحليلَ المُرفَقَ معَ هذا المُحتوى على مُدَوَّنَتِنَا في بلُوجَر، أُدخُل عَبرَ
الرابطِ الأوَّلِ الموجُودِ في الوصفِ أَو الرابطِ الموجودِ في أوَّلِ تعليقٍ مُثَبَّتٍ
معَ هذا المُحتوى، لِتَعرِفَ كيفَ يُمكِنُكَ مُلاحَظَةُ الرَّسائلِ الَّتي
تُرسِلُها إليكَ العَوالِمُ الرُوحيَّةُ الخارِقةُ، وَ كيفَ يُمكِنُكَ إِتِّباعُ
ذلكَ الضَوءَ الساطِعَ الَّذي يَصِلُ مِنهَا إلى قَلبِكَ أنتَ، كي تُلاحِظَ كيفَ
يتَغيَّرُ العالَمُ المَلمُوسُ مِنْ حَولِكَ، وَ إِذا كُنتَ أنتَ الآنَ في
مُدَوَّنَتِنا على بَلوجَر، فاقرأ التحليلَ المُرفقَ أسفلَ هذا الفيديو في الصفحةِ
الَّتي تتواجَدُ أنتَ فيها الآن.
أَرَاكَ في الفيديو القَادِمِ، وَ تَذَكَّر! لا تَكُن مُجرَّدَ مُتفَرِّجٍ في مَسرحِ الحَياةِ؛ بَلْ
كُنْ كاتِبَاً أسَاسِيِّاً في هَذا المَسرحِ الواقعيِّ؛ لترتقي بِنَفسِكَ نَحوَ
أَعلى دَرَجَاتِ الارتِقَاءِ.
أَخُوكَ:
رافع آدم الهاشمي
الشَّاعِرُ المُحَقِّقُ
الأديبُ، العَالِمُ الرَبَّانيُّ العَارِفُ باللهِ، أُستاذُ اللُّغةِ العربيَّةِ و
آدابِها.
إلى اللقاءِ في المُحتوى القَادمِ إنْ شاءَ الله
...
حَمَّل هذا المحتوى في كتاب إلكتروني أو اقرأهُ في النافذة التضمينيَّةِ التاليةِ:
التحليل:
يأتيك قريباً...
نصائح أُوصيك بها:
تأتيك قريباً...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ما رأيك بهذا المحتوى؟ مشاركتك في التعليقات تساعدنا على تقديم الأفضل إليك